اُختتمت، يوم السبت الماضي، المرحلة الأولى من تدريبات مرشدي الدورة الثالثة من مشروع 'عدنا'، الهادف لتصوّر وتخطيط العودة إلى البلدات الفلسطينية المهجّرة، بالشراكة بين 'جمعية الشباب العرب – بلدنا'، المؤسسة العربيّة لحقوق الإنسان، وجمعيّة 'الدفاع عن حقوق المهجّرين'.
وتضمّنت التدريبات أربعة أيام تدريبية، تمحور أوّلها حول استعراض المشروع ومراحله وملائمة التوقعات بين جميع المشاركين إضافة لتعميق التعرف على المرشدين، وأسباب انضمامهم للمشروع. كما تم الخوض في تفاصيل البلدات التي هُجّروا منها ورواياتهم الشخصية عنها.
أمّا اللقاء الثاني، فقدّم خلاله المؤرّخ إيلان بابيه خلفية تاريخيّة استعرضت الخطط التي وضعتها المنظمات الصهيونية لتنفيذ التطهير العرقي ضد الفلسطينيين عام 1948، الأمر الذي ينفي مزاعم الحركة الصهيونية بأن الفلسطينيين "هربوا من أرضهم بعد أن فشلوا في إبادة اليهود وبعد رفض قرار التقسيم"، حيث أكد المحاضر أنه تم وضع خطط معدة مسبقًا تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين وتنفيذ مجازر ضدهم. كما قامت مركزة المشروع من قبل جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين، رنا عوايسة، بتمرير ورشة حول التاريخ الشفوي، كآلية لرواية التاريخ من قبل من عاشوه ومن قبل الفئات التي تعرضت إلى ظلم واضطهاد وغُيّب تاريخها.
في حين كان اللقاء الثالث حول مفاهيم أساسية لحقوق الإنسان مع مدير المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، محمد زيدان، الذي تحدث جول مفهوم حقوق الإنسان باعتباره الإطار القانوني للتعامل مع قضايانا وخاصة قضية العودة التي تشكل محورًا أساسيًا في هذا المشروع، ثم شارك المؤرخ والناشط السياسي غادي الغازي، حول نماذج فعلية للعودة حدثت في أعقاب النكبة، مشددًا على أن عودة الآلاف عبر الحدود في تلك الحقبة كان نوعًا من المقاومة والعودة. كما تطرق الغازي إلى إمكانيات فرض العودة الفعلية.
أمّا التدريب الرّابع، فقد عُقِد لمدّة يومين في مخيّم الدهيشة، باستضافة من مؤسسة "إبداع". حيث تخلل اليوم الأول محاضرة وورشة عمل مع السيد عمر الغباري من جمعية "ذاكرات"، تطرق من خلالها إلى ضرورة تهيئة المجتمع للعودة الفعلية. كما جرت أمسية وحلقة نقاش مشتركة مع شبيبة من المخيم، بحيث تحدث كل عن قصة تهجيره والقرية أو المدينة التي هجر منها (مجموعة عدنا ومجموعة الشبيبة من الدهيشة) وعن إمكانيات تشبيك عمل مستقبلي بينهم ضمن مشروع تخطيط العودة.
أما في اليوم الثاني، قدّم د. نضال العزة من مركز بديل محاضرة وورشة عمل حول اللاجئين الفلسطينيين في القانون الدولي. كما جرت جولة في مخيم الدهيشة وزيارة للمركز النسوي في المخيم وأقسام مؤسسة "إبداع"، اطلع من خلالها المشاركون على الظروف المعيشية لأهالي المخيم الذين يعانون بشكل شبه يومي من اقتحامات الجنود الإسرائيليين. واختتمت التدريبات بتلخيص وتقييم وورشة عمل حول تجنيد المجموعات والتشبيك مع لجان المهجرين في كل قرية ومدينة مشاركة بالمشروع. كما تلقى المشاركون تدريبات لتطوير مهارات لقيادة وتطوير العمل مع المجموعات الشبابية التي سيقيمونها لاحقا.
ويهدف مشروع 'عدنا' إلى تصوّر وتخطيط العودة للقرى والبلدات المهجرة من خلال العمل مع مجموعات شبابية في 10 قرى مهجرة مختلفة، بهدف تثقيف المشاركين حول الرواية التاريخية والهوية الفلسطينية، التهجير والنكبة، حق العودة، القرارات الدولية والحق بتحقيق حق العودة بالتخطيط الفعلي لممارستها، ماهيّتها وشكلها وسبل تحقيقها.
ويقوم مشروع 'عدنا' على إنشاء مجموعات شبابية ناشطة في القرى المهجرة المشاركة، من أجل بناء تصور للعودة إليها، ويطمح إلى طرح وتداول خطاب حديث وطني حول تصوُّر العودة إلى القرى المهجرة بين شبابها وأهلها، وبالتالي لدى المجتمع الفلسطيني والمجتمع الدولي.
ويتلقى المرشدون/ات في القرى المهجرة المُشاركة تدريبًا على كيفية قيادة وتوجيه مجموعة ناشطة تتصور العودة، إذ ستعقد كل مجموعة لقاءات منفردة تثقيفية وأخرى تخطيطيّة تبني من خلالها تصوًّرًا لكيفية عودتها، بالإضافة إلى لقاءات أخرى قطرية، بالاشتراك مع القرى الأخرى المشاركة وجولات محلية.
أما اللقاءات التدريبيّة، فتشمل برامجَ ومحاضرات تثقيفية حول: مفاهيم تجربة النكبة، التهجير واللجوء، السكن في مخيمات اللجوء وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المختلفة، وعن الحياة الاجتماعية قبل وبعد النكبة في فلسطين، يشرحها محاضرون/ات وباحثون/ات مهنيون/ات، ويقومون بتمريرها للمتطوعين/ات وهم من أبناء وبنات الجيل الثالث والرابع للنكبة.
المشروع مشترك بين الجمعيات الثلاث أعلاه، وبدعم من صندوق 'هيكس إيبير'.