تأسس انسمبل خشبة عام 2011 بمبادرة مجموعة من المسرحيين الفلسطينيين الشباب في حيفا. وبعد عمل متواصل استمر أربع سنوات، قام الانسمبل بإنتاج العديد من الأعمال الفنية. واليوم، يخطو خطوة استراتيجية إلى الأمام؛ من خلال تأسيس مسرحه المستقلفي مدينة حيفا. يقع المسرح في مبنى قديم في منطقة وادي الصليب التاريخية في البلدة القديمة للمدينة، التي هجّر منها سكانها الفلسطينيون قسراً عام النكبة، والتي تعاني حتى اليوم من محاولات تهويد مستمرة.

عند نهاية العام الماضي، بدأنا بحملة تجنيد موارد لترميم المبنى، واليوم نشعر بالفخر بأننا أنهينا معظم الترميمات اللازمة في المسرح، وبدأنا بالعمل اليوميّ في هذا الفضاء، على مستوى المراجعات المسرحيّة والعمل المكتبيّ.

يهدف مسرح خشبة إلى أن يتحول إلى بيت/ مختبر للفنانين الفلسطينيين. بحيث يصبح  مساحة للتجريب والخلق والبحث، ولعرض الأعمال بحرية. ساعياً بهذا إلى تشكيل حركة فنية جديدة تتحدى التقاليد السائدة وتعزز انخراط المجتمع المحلي فيها، وتسهم في الحفاظ على مركبات الهوية الفلسطينية كاللغة والمكان والثقافة، من خلال إنتاجاته وعروضه وورش عمله. سيكون مسرح خشبة بيتاً يطور فيه الفنانون الفلسطينيون أشكالا وأساليبَ جديدة ومغايرة في المسرح والفنون؛ لينتج عن ذلك ولادة أيديولوجيا فنية حديثة، تعتمد على التعاون والتجريب والدعم المشترك. 

حيفا؛ الموسم والمكان

سيفتتح موسم "مسرح خشبة" الأول عند الأول من تشرين أول/ أكتوبر بثيمته "حيفا"، وذلك انطلاقًا من تلاصق هويتنا بالمكان، وتلاحم العمل الثقافي معه ومع المجتمع الذي يسكنه. وبعد البحث الذي أقامه أعضاء "انسمبل خشبة" فيها وفي ذاكرتها وتاريخها وقصصها، سيخرج المسرح لهذا الموسم بعملين مسرحيين: "ست بالأفّة" و"سنة الثلجة" ومعرض فني صديق للفنان الضيف هيثم حداد.  
 

إلى جانب هذه الإنتاجات، يعمل المسرح على التبادل الفني مع فرق صديقة، ستدخل بيته لتخرج بإنتاجات جديدة. كما يستضيف موسمه عروضًا في مجالات فنية مختلفة. هذا بالإضافة إلى ورش عمل منتقاة من حقول فنية متنوعة، تطمع في إدماج المجتمع المحيط وكشفه على الفنون المختلفة.  وبهذا، يؤمن المسرح أنه ومن خلال نموذج العمل هذا وتكثيف العروض في موسم، يسهم في تحويل الإنتاج الفني الفردي والتلقائي إلى حراك جماعي مدروس له تأثير أكبر على المجتمع.

نحن الآن في بداية مشوارنا، وكلنا أمل أن تنضموا إلينا في هذه الرحلة؛ سواء بزيارتكم للمسرح، أو مساعدتنا بالنشر عن المكان وإنتاجاته. كما أن إمكانية دعمه ماديًاستكون مفتوحة على الدوام، مما سيتيح لنا الاستدامة بالمشروع وتطويره.

شكرًا جزيلًا!